فريق فرح التطوعي شعلة أمل تنير منبج
في زمن باتت فيه المبادرات الإنسانية ملاذاً حقيقياً للمجتمعات، يبرز فريق فرح التطوعي كأحد النماذج الملهمة في مدينة منبج شمال سوريا.
تأسس هذا الفريق على يد مجموعة من الشباب والشابات المؤمنين بقدرتهم على صناعة التغيير في محيطهم، متسلحين بالإرادة، والحب، وروح التعاون.
ومنذ انطلاقته، حمل الفريق على عاتقه مهمة نشر الفرح، وبث الأمل في النفوس، خاصة في ظل التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي تمر بها المنطقة.
النشأة والرؤية لفريق فرح التطوعي
جاءت فكرة تأسيس فريق فرح التطوعي من حاجة المجتمع المحلي في منبج إلى مبادرات أهلية تعمل على سد الفجوات في العمل الإنساني والخدمي. وقد انطلق الفريق من مبدأ أن العمل التطوعي ليس فقط واجباً إنسانياً، بل هو أيضاً وسيلة فاعلة لبناء المجتمع وتعزيز قيم التكافل والتعاون.
تاريخ نشأة الفريق هو 24/8/2024.
تبنّى الفريق شعار "نزرع فرحة"، ليكون عنواناً لكل ما يقومون به، حيث لا تقتصر أنشطتهم على تقديم المساعدة المادية فقط، بل تشمل أيضاً إحياء المناسبات، دعم الأطفال، تنظيم الفعاليات التعليمية والثقافية، وتقديم الدعم النفسي للشرائح الضعيفة.
الأعمال الميدانية في منبج
منذ تأسيسه، كثّف فريق فرح جهوده على الأرض، وبدأ بتنفيذ سلسلة من الأنشطة والمشاريع التي تمسّ الحياة اليومية للناس. وقد تميزت أعمالهم بالتنوع والشمولية، حيث طالت الأطفال، الأسر المحتاجة، ذوي الاحتياجات الخاصة، والنساء المعيلات.
من أبرز أنشطة الفريق:
- توزيع السلل الغذائية: في مواسم متعددة، خاصة في شهر رمضان، ينظم الفريق حملات لجمع وتوزيع سلال غذائية تحتوي على المواد الأساسية للأسر المحتاجة في مختلف أحياء منبج. يتم ذلك عبر آلية دقيقة لضمان وصول المساعدات لمستحقيها الحقيقيين.
- حملات كسوة العيد: قبيل عيدي الفطر، يطلق الفريق مبادرة "فرحة العيد"، لتأمين ملابس جديدة للأطفال من أسر ذات الدخل المحدود. وتشمل الحملة أيضاً توزيع الحلوى والألعاب، مما يضفي جواً من السعادة والبهجة.
- الدعم النفسي والاجتماعي: يدرك أعضاء الفريق أثر الأزمات النفسية الناتجة عن الحرب والظروف الاقتصادية، ولذلك نفّذوا جلسات دعم نفسي للأطفال من خلال اللعب، والرسم، والأنشطة الترفيهية، بالتعاون مع مختصين.
- مبادرة سقيا الماء: حيث اطلقها فريق فرح التطوعي في منبج من اجل وضع طرامس ماء في العديد من الاماكن والاسواق و الكراجات في منبج نظرا لارتفاع درجات الحرارة في الصيف.
المبادرات النوعية
"كلنا أمل فيكم وبنعرف مارح تقصروا" في هذا الصيف الحار، هناك من ينتظر #قطرة_ماء تروي #عطشه، وهناك من ينتظر يد خير تمتد إليه بلقمة أو كسوة.
الخال حاج غانم الحبيب و أبو نذير – شركة مياه الحياة الصحية
الاخ طلال العصيدي
يدعوكم فريق فرح التطوعي للمشاركة معنا في مشروع "قطرة حياة" لتوفير المياه الباردة في الاماكن العامة والأسواق في هذا الصيف الحار، والمساهمة في شراء مساعدات غذائية وضروريات للفقراء والمحتاجين.
مبادرة قطرة حياة
صورة من مبادرة قطرة حياة
تذكّروا: قال الله تعالى: "من ذا الذي يقرض الله قرضًا حسنًا فيضاعفه له أضعافًا كثيرة" [البقرة: 245] والصدقة بعشر أمثالها والله يضاعف لمن يشاء.
مبادرة سقيا الماء
أثر الفريق في المجتمع
لا يمكن إغفال الأثر الإيجابي الذي حققه فريق فرح التطوعي في منبج خلال فترة عمله. فقد استطاع عبر العمل الجماعي والتخطيط المدروس أن يكون اسماً موثوقاً لدى سكان المدينة، بل وأصبح مصدر إلهام لفرق أخرى تنشط في مجالات مشابهة. كما ساهم الفريق في تعزيز روح التطوع لدى الشباب، وشجّع العديد منهم على الانخراط في أعمال خدمة المجتمع.
تحديات وطموحات
رغم الإنجازات، لا يخلو طريق الفريق من التحديات، وعلى رأسها نقص الموارد والتمويل، وغياب الدعم المؤسسي الرسمي في كثير من الأحيان. إلا أن أعضاء الفريق لا يزالون متمسكين بأحلامهم، ويسعون لتوسيع أنشطتهم، والتعاون مع منظمات المجتمع المدني، المحلية والدولية، لضمان استدامة مشاريعهم.
فريق فرح التطوعي ليس مجرد مجموعة من الشباب المتحمس، بل هو كيان إنساني يحمل رسالة عظيمة، مفادها أن التغيير ممكن بالإرادة، وأن الفرح يمكن أن يُزرع في أكثر الأماكن قسوة، فقط إن توفّر الحب والعمل الجماعي. في منبج، حيث التحديات كبيرة، يواصل هذا الفريق مشواره بإيمان راسخ بأن الخير لا ينضب، وأن كل يد تُمدّ للآخرين، تُبقي الأمل حياً.